فاعلية أسلوب قائم علي القصص الرقمية لدمج التكنولوجيا في عملية التعلم النشط
Sadik, A. (2008). Digital storytelling: A meaningful technology-integrated approach for engaged student learning. Educational Technology Research and Development, 56(4), 487-506.
هدفت هذه الدراسة إلي مساعدة المعلمين علي تطوير أساليب تدريسهم التقليدية من خلال دمج أحد التطبيقات التكنولوجية و المعروفة باسم القصص الرقمية في عمليتي التعليم و التعلم و انعكاس ذلك علي تعلم الطلاب. فبالرغم من اهتمام وزارة التربية و التعليم بتوفير أجهزة و برامج الكمبيوتر للمعلمين و الطلاب، إلا أن العديد من المعلمين يفتقرون إلي الخبرة و الدراية بالأساليب الفاعلة لدمج التكنولوجيا في المنهج و توفير فرص التعلم الإيجابي و الفاعل للطلاب.
و قد تمثلت أسئلة الدراسة فيما يلي:
1. إلي أي درجة يمكن أن تساعد القصص الرقمية علي دمج الطلاب في عملية التعلم النشط؟
2. ما فعالية القصص الرقمية في توفير بيئة تعلم نشط؟
3. ما أراء المعلمين تجاه استخدام القصص الرقمية في توفير بيئة تعلم نشط للطلاب؟
تكونت عينة الدراسة من 323 طالب و طالبة موزعين علي ثمانية صفوف دراسية مختلفة، يقوم بتدريس هذه الصفوف ثمانية معلمين و معلمات موزعين علي مدرستين من مدارس التعليم الأساسي بمدينة قنا. و قد تم اختيار الصفوف الدراسية و التي تحتوي كل منها ما بين 35، 45 طالب و طالبة بناءاً علي ترشيحات معلميهم. و قد بلغ العمر الزمني للطلاب عينة الدراسة ما بين 13-15 عاماً.
و قد تم تدريب المعلمين نظرياً و عملياً داخل مدارسهم علي كيفية دمج القصص الرقمية في عمليتي التعليم و التعلم و مساعدة الطلاب علي العمل في فرق عمل صغيرة للمشاركة في إنتاج و عرض و تبادل القصص الرقمية في الموضوعات الدراسية المختلفة للارتقاء بمستوى تعلمهم. .
و لقد استخدمت الدراسة ثلاث أدوات مختلفة (استبيان، بطاقة ملاحظة، استمارة مقابلة) لتقييم قصص الطلاب الرقمية وفقاً لمعايير إنتاج القصص الرقمية، ملاحظة أداء المعلمين و الطلاب في الصف الدراسي أثناء استخدام القصص الرقمية، و التعرف علي أراء المعلمين حول فاعلية القصص الرقمية و المشكلات التي واجهتم أثناء مرحلة التطبيق.
أوضحت نتائج الدراسة أن القصص الرقمية التي أنتجها الطلاب ساعدتهم علي التفكير بشكل أعمق و عرض أفكارهم و أرائهم بوضوح و تبادل الأفكار و الآراء فيما بينهم. كما أن قصصهم الرقمية في المواد الدراسية المختلفة (65 قصة) تميزت بدرجة كبيرة من وضوح الأهداف، و دقة المحتوى، و التنظيم، و جودة الصوت و الصورة. كما أظهرت ملاحظة الطلاب و المعلمين أن العديد من المجموعات اعتمد علي روح الفريق أثناء مرحلتي التخطيط و التنفيذ و أن عدداً كبيراً من الطلاب شاركوا بشكل إيجابي في إنتاج و عرض قصصهم الرقمية دون مساعدة أو تدخل المعلم أثناء البحث عن المعلومات و الصور و تحقيقها، أو التعليق الصوتي علي القصص أو عرض إنتاجهم علي أقرانهم و الحصول علي التغذية الراجعة منهم.
كما أوضحت الملاحظات أيضا أن مهارات الطلاب التقنية (الحصول علي الصور، معالجة الصور، إدخال الصوت، التعامل مع برامج معالجة الكلمات، تصفح الانترنت، استخدام الكاميرا الرقمية) تطورت بشكل ملحوظ أثناء استخدام القصص الرقمية.
كما أشارت نتائج المقابلات مع المعلمين قلق العديد منهم علي الوقت اللازم لاستخدام مثل هذا النوع من الأساليب التعليمية في الصف الدراسي في ضوء الوقت المتاح للخطة الدراسية، و عدم امتلاك بعض الطلاب للمهارات البحثية و التقنية و الاجتماعية اللازمة للاستفادة من هذا الأسلوب و تحقيق أهداف المنهج.
و توضح النتائج السابقة أهمية استخدام مثل هذا النوع من الاستراتيجيات التفاعلية الرقمية و التي يمكن إن تساعد الطلاب علي التعلم بشكل أكثر ايجابية و تنمية مهارات التعلم لديهم. كما تبين هذه النتائج أهمية التنمية المهنية للمعلمين علي إدماج أساليب التعلم الفعالة داخل الصف الدراسي و عدم الاكتفاء بالتدريب علي المهارات التقنية أو الفنية فقط.