التأليف الرقمي و تطبيقاته
أشارت نتائج الدراسات التي تناولت الأنشطة التربوية، كالموسيقى و الإلقاء المسرحي، المدعمة بالتطبيقات الرقمية إلي نمو في اتجاهات الطلاب نحو بعض الممارسات المرتبطة بحب الوطن و الولاء له و كذلك المفاهيم المرتبطة بالمواطنة وتقبل الآخر و تعدد الثقافات داخل المجتمع الواحد و أخيرا مهارات التواصل مع الآخرين. كما أوضحت العديد من هذه الدراسات أهمية التركيز علي هذا النوع من الأنشطة التربوية الأقل تكلفة و التي يمكن القيام بها في أي مكان و بأقل الإمكانات المادية و تشجيع المعلمين و المشرفين التربويين علي إنتاج و تبادل مشاريعهم الفنية و الموسيقية فيما بينهم لتعظيم الاستفادة من هذه المشاريع و خاصة مع سهولة التخزين و التبادل التي توفرها الوسائط الرقمية.
يتفق التربويون علي أن الأنشطة التربوية الصفية و اللاصفية داخل و خارج المدرسة من الممارسات التعليمية الايجابية التي تعمل علي مساعدة الطلاب علي اكتشاف مهاراتهم و استعداداتهم العلمية و الثقافية و الاجتماعية في المراحل المختلفة والعمل علي تنميتها و توظيفها في المجالات المناسبة لها بهدف إعداد شخصية متكاملة من النواحي العلمية و الثقافية و الاجتماعية.
و قد أوضحت ملاحظات المعلمين و المشرفين التربويين علي مدى عشرات السنين السابقة شغف العديد من الطلاب بالالتحاق و مزاولة العديد من الأنشطة الثقافية و المسرحية و الموسيقية و العلمية. كما دلت متابعة العديد من المؤسسات التعليمية أن من أظهروا استعداداً وتميزاً في الأنشطة الفنية أو الموسيقية أو المسرحية أو الإذاعية في المدرسة برعوا في هذه المجالات فيما بعد في حياتهم العملية. كما أكد العديد من هؤلاء فيما بعد علي فضل هذه الأنشطة التربوية في اكتشاف و صقل مواهبهم في مرحلة المدرسة.
و في نفس الوقت، أظهرت بعض استطلاعات الدراسات التربوية الحديثة أن العديد من الطلاب أحسوا بالملل من المشاركة في بعض الأنشطة التربوية و بدأ عددهم يقل مقارنة بأقرانهم في السنوات السابقة. و قد عزى الطلاب ذلك إلي عدم تنويع هذه الأنشطة و بعدها عن اهتماماتهم في أغلب الأحيان و اعتمادها علي وسائل و أدوات تقليدية لا تتجاوب مع روح العصر الرقمي الذي يعيشون فيه و الذي يتميز بتطور استخدام أجهزة الكمبيوتر و ملحقاتها و برامجها في أداء العديد من الأعمال و الأنشطة التربوية، بالإضافة إلي تدني الدعم المادي المقدم للأنشطة التربوية.
و بالرغم من اهتمام المؤسسات التعليمية المتزايد بإدماج تكنولوجيا الكمبيوتر و برامجه في العملية التعليمية، إلا أن الاهتمام بدا منصبا علي المقررات الدراسية و عمليات التقويم و لم يهتم بدور هذه التكنولوجيا في إثراء و دعم الأنشطة التربوية الثقافية و المسرحية و الموسيقية و تنمية مهارات الطلاب في هذه الأنشطة المختلفة. و قد ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من تطبيقات الكمبيوتر و التي تهدف إلي تنمية مهارات الطلاب الفنية القصصية و الموسيقية والتعبيرية و الحياتية و الإعلامية بشكل يواكب روح العصر الرقمي و يشجع الطلاب علي إنتاج و نشر و تبادل أعمالهم الفنية علي نطاق واسع لم يعهد من قبل. و تعد الورقة الحالية محاولة لاطلاع المعلمين و المهتمين علي أحد هذه التطبيقات الرقمية و أثرها على تنمية بعض مهارات الطلاب الفنية و الاجتماعية.
برنامج التأليف الرقمي Photo Story
تم إنتاج برنامجPhoto Story من قبل شركة ميكروسوفت الرائدة في مجال البرمجيات و توفيره مجاناً خصيصا ليساعد طلاب المدارس علي الاستفادة من مهاراتهم في مجال إنتاج الموسيقى و الصور الرقمية في التعبير عن خبراتهم الشخصية و الأحداث اليومية و كذلك تأليف و إنتاج الأفلام الرقمية بهدف صقل مواهبهم في مجال الإلقاء و القصص و التعبير الحر و التلحين و الغناء. يوفر البرنامج و عبر مجموعة من الخطوات البسيطة كل الأدوات اللازمة لمزاولة الأنشطة التربوية السابقة من خلال استخدام الطلاب للكاميرات الرقمية المتوافرة حاليا بأسعار زهيدة و بعض الأدوات الموسيقية البسيطة و التي يمكن من خلال البرنامج تسجيل صورها أو أصواتها بشكل متقن و تحريرها (أو مونتاجها) و تسجيلها علي اسطوانات مدمجة ليتسنى مشاهدتها علي مشغلات الفيديو الرقمية (VCD/DVD).
استخدام برنامج Photo Story
يعتمد الاستخدام الفعال لبرنامج Photo Story على قدرة المعلم و الطلاب علي التخطيط والإعداد الجيدين لمحتوى العرض المراد إعداده و تقديمه باستخدام البرنامج. حيث يمكن للمعلم و الطلاب إعداد عرض رقمي متميز لنشاط شعري يقام في المدرسة عن طريق الاستعانة ببعض الصور المرتبطة بموضوع القصيدة أو الشاعر أو زمن و بيئة القصيدة. كما يمكن للطلاب توثيق عروضهم المسرحية أو الموسيقية و إضافة العديد من المؤثرات الرقمية المسموعة و المرئية و تبادلها مع طلاب المدارس الأخرى أو المنافسة في المسابقات التي تنظمها الإدارات التعليمية.
و يمكن الإعداد لعروض الأنشطة التعليمية الرقمية باستخدام برنامج Photo Story باتباع الخطوات التالية:
1. تحديد موضوع العرض الرقمي
2. تحديد هدف العرض الرقمي
3. اختيار علي الصور الفوتوغرافية الرقمية المناسبة للعرض باستخدام الكاميرا الرقمية أو بالبحث عبر شبكة الإنترنت.
4. اختيار أو إعداد التسجيلات الصوتية المناسبة للنشاط الشعري أو القصصي أو المسرحي و ما يرتبط به من مؤثرات صوتية أو مقطوعات موسيقية.
5. إعداد المحتوى النصى المراد عرضه، اذا تطلب الأمر ذلك.
6. إدخال الصور إلي البرنامج و معالجتها و إضافة بعض تاثيرات العرض عليها.
7. إدخال أو تسجيل العرض الصوتي و التأثيرات الصوتية المصاحبة لعرض الصور.
8. معالجة الصور و الصوت و إنتاج العرض الرقمي باستخدام البرنامج.
وقد استخدمت هيئة الإذاعة البريطانية برنامج Photo Story وفقا للخطوات السابقة لتنمية المهارات المسرحية لطلاب بعض المدارس الإنجليزية من خلال عرض مسرحية "هامليت" لشكسبير، و يوضح الموقع التجهيزات اللازمة و الخطوات الواجب اتباعها لاستخدام البرنامج.
حيث يتطلب استخدام البرنامج الحصول علي الصور إما باستخدام كاميرا رقمية أو باستخدام احد محركات البحث عبر الإنترنت و كذلك استخدام ميكروفون و جهاز كمبيوتر. و توضح الخطوات التالية كيفية استخدام البرنامج لا نشاء عرض رقمي.